أنا عاشق بلادنا
Aku Mencintai Negeriku
تقديم: الأستاذ مشفق الرحمن
باسمك يا حلاوة بلادنا يسمو كل ما عندي من الأحلام فيبقى حلمي الوحيد وذلك هو أنت. أناجيك في كل ابتهال مع الإجلال مناجة الأرواح المتصاعدة للسماء طامحة وصول الفضاء الذي فيه أعيش مترنما نشيدة الوفاء لكرامة بلادنا الغراء.
في بلادنا أشرقت الشمس حبا في قلوب أهالينا وأبقى القمر مودة في أعمارنا ورسمت النجوم هزة في أنفاسنا. فبكلمات المنون وأبجديات الحنون تدمعت عيناي شوقا وطارت أجنحة الهمم فتحمل أكتاف الأمم إلى غاية الكمال والجمال والجلال.
فيا عزة بلادنا، كيف أخدمك وقد كانت الخدمة فيك حياة؟ وكيف أرشف عطر ريحانك وقد كان العطر عندك روحا؟ وكيف أشرب من كأسك شوقا وقد كان الشوق عندي فيك داء ودواء؟ دعيني على طريق السكران إلى رحمة الغفران.
ولماذا أنا عاشق بلادنا وأنا فيها ومعها ودمي دمها وروحي روحها؟ هذا سؤال طارح من خفايا العواطف الغرامية مع المحاسن الودية والانفعالات الحساسة التي بشأنها راحت الآمال تشدو أناشيد الحمام والعصافير.
أما الصفات النفسية التي تعانق حنانك الفياض مع ملائمة أحضان الرحمة المملوءة بالراحة والهدوء فإنها لا تعني إلا عبرا وشكرا لا يستحق ذلك كله غير كرامة بلادنا، كما أن الشكر واجب فإن الحب أوجب. ثم بعد أيام، سيعم في ساحات بلادنا أجمل البساتين وأروع الحقول وأحلى الحدائق التي فيها كل الزهور والطيور. وتجري من أنهارها دموع بلا أحزان وأفراح بلا عصيان.
ربما صح التعبير العربي أن شرف بلادنا تميته الدموع وتحييه الدماء. الدموع هي ذكريات والدماع هي مكافحات. فلو لا الدموع لما هاجت المكافحات، ولو لا المكافحات فما معنى الدموع؟
كل هذا من أجل رفع رايتك الجليلة ونهج لوائك المترفرف ونسير معك آمنين مطمئنين ولا يعلو علينا غيرنا ولا يهزنا إلا حركاتنا وأن آبائنا الأبطال قد ورثوا لنا عزا في مستقبلنا فنسعى إلى تحقيق الرفاهية التي نأمل لصالح شعوبنا.
سقيت قلوبنا بماء الوردة والياسمين ونحن في رحاب جنة رب العالمين، نتمنى شفاعة الأنبياء والمرسلين. وبداية تلك الجنة عدالة السلاطين الذين يبددون شر الظالمين ويرحمون الفقراء والمساكين. فيا حبيبتي، حلاوة بلادنا إندونيسيا.
خريج دلفس رجل رومانسي وعاشق الأدب العربي. تفرد بالكثير من ترجمة الكتب الأدبية. وترجمته التي ستصدر قريبا هي ديوان نزار قباني الشهير الأسطوري "أشهد أن لا امرأة إلا أنت"